نظريةُ الانفجار العظيم تُخبرنا بأنّ الكَون كان نقطةً متناهية في الصغر، شديدة الكثافة والحرارة، ثم لأسباب لم يتأكد العلماء منها حتى الآن بدأ هذا الكون بالتوسّع. وعلى عكس ما قد يعتقده الكثيرون، الانفجار العظيم لم يكن انفجارا بالمفهوم العادي. الانفجار هو توسع سريع ومفاجئ للغازات الساخنة أما الانفجار العظيم فهو توسع الزمكان (زمان-مكان) نفسه.

من خلالِ عمليات الرّصد الفَلكيّة تبيّن أنّ إشعاع الخلفية الميكروني الكوني الذي خلّفه الانفجار العظيم متجانس حراريًا؛ بمعنى أن الكون يبدو متجانسًا في درجة الحرارة من جميع الجهات التي يمكننا النظر إليها، بالغةً 2.725 درجة كيلفن تقريبًا. هذا التجانس يأتي على الرغم من وجود مناطق مُتباعدة في الكون لم يكن لديها الفرصة لتتواصل مع بعضها البعض حراريًا.


لتفسير هذه الظاهرة، قام العلماء بوضع نظرية هي اليوم الأكثر قبولا في الوسط العلمي، وهي تنص على أنه عقبْ الانفجار العظيم حدث توسع سريع جدًا  جعل الكون الصغير المتواصل مع بعضه حراريا يتسع بسرعة تفوق سرعة الضوء مما أدّى إلى الحفاظ على هذا التجانس في درجات الحرارة بعد توسعه. 

في دراسة أجراها فريقٌ من العلماء : العالم جيا دفالي و زملاؤه عام 2000، تفيد أن كوننا قد يكون غشاء ثلاثي الأبعاد موجود في كون آخر رباعي الأبعاد.

اقترح الباحثون أنّ هذا الكون الرباعي الأبعاد يمتلك نجومه الخاصة به والتي هي أيضًا رباعية الأبعاد. وكما أنّ النجوم العملاقة في كوننا تنفجر في نهاية عمرها، فإن النجوم رباعية الأبعاد أيضًا تنفجر وتقذف محتويات الطبقة الخارجية بعيدًا، أمّا الطبقات الداخلية فقد تتحول إلى ثقب أسود.
الثقب الأسود في كوننا مـُحاط بسطح كروي يسمى بـ"أفق الحدث". هذا السطح هو ثنائي الابعاد في كوننا الثلاثي الأبعاد. أما الثقب الاسود في الكون رباعي الأبعاد فسطح أفق الحدث فيه ثلاثي الأبعاد. عندما قام الباحثون بمحاكاة عملية انفجار نجمٍ رباعيّ الأبعاد، وجدوا أنّ المواد التي يقذفها النجم تُشكل سطحًا ثلاثي الأبعاد يتّسع ببطء.

يفترض الباحثون بأنّ الكون الذي نعيش فيه ربما يكون واحد من هذه الأسطح ثلاثية الأبعاد. هذه الفرضية يمكنها تفسير التّجانس الحراري الذي نراه في الخلفية الإشعاعية للكون وذلك لأن الكون الآخر رباعي الأبعاد قد يكون موجودًا منذ فترة طويلة جدًا جعلت جميع مناطقه تتواصل حراريًا مع بعضها البعض.

هناك مشكلة واحدة في هذه الفرضية وهي أنها تنحرف عن المشاهدات الفلكية الأخيرة بنسبة 4% على عكس نظرية الاتساع التي جاءت المشاهدات مُطابقة لها.

وعلى الرغم من ذلك، يقول العالم (جيا دفالي) أن هذه الفرضية قد تُعطي تفسيرًا لسبب حدوث هذا الاتساع السريع وهو نتيجة حركة كوننا ثلاثي الأبعاد ضمن كون آخر رباعي الأبعاد.

المصادر :
إضافات :
  • إشعاع الخلفية الميكروني الكوني،: cosmic microwave background radiation هي أشعة كهرومغناطيسية توجد في جميع اركان الكون بنفس الشدة والتوزيع وهي تعادل درجة حرارة 2.725 درجة كلفنالتعبير العام هو "الإشعاعات الخلفية" وتعني تلك الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي يمكن التثبت من وجودها في كل مكان من الفضاء، والتي لا يمكن تمييز مصدر معين أو ملموس لها. وتسمى الإشعاعات الخلفية التي تقع في نطاق الموجات الميكروية بـ "الإشعاعات الخلفية الكونية" وذلك بسبب أهميتها العظيمة في علم الكون الفيزيائي. كما تسمى أيضا " إشعاعات 3 كالفن" وذلك بسبب درجة الحرارة الضئيلة أو كثافة الطاقة فيها. وتسمى بالإنجليزية (CMB cosmic microwave background).اقرأ المزيد
  • أفق الحدث Event horizon : في نظرية النسبية العامة، يستعمل مصطلح أفق الحدث Event horizon باعتباره حد موجود في الزمكان spacetime، كمنطقة تحيط بالثقب الأسود أو الثقب الدودي wormhole، ضمنه لا تؤثر الحوادث بالملاحظ الخارجي. السبب ببساطة أن الضوء المنبعث من داخل أفق الحدث لا يمكن له أن يتجاوز هذا الحد للوصول إلى الراصد الخارجي (الجهة الأخرى لأفق الحدث) بسبب الثقالة والجاذبية القوية للثقب الأسود.
    توجد أنماط أخرى من الأفق تتضمن الأفق المطلق والظاهري المتواجدين حول أي ثقب أسود. أيضا تبقى مصطلحات أخرى مهمة في أبحاث الثقب الأسود :أفق كوشي، الأفق القاتل
    Killing horizon، كرة الفوتون photon sphere وergosphere لحلول حلول ريسنر-نوردشتروم Reissner-Nordström solution، أفق الجسيم particle horizon والأفق الكوني cosmological horizon بالنسبة لعلم الكون. وأيضا الأفق المعزول والأفق الديناميكي. اقرأ المزيد


هل تريد أن تصلك آخر الاصدارات و الأخبار العلمية عبر بريدك الالكتروني ؟
 قم بتسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا للتسجيل

إرسال تعليق

 
Top