·
قصتي مع الجاثوم:
ما زلت أتذكر
أول مرة أصابني فيها ما يسمى ب الجاثوم (عندنا في المغرب نسميه : بوغطاط أو
الجـَتـْمَة ) ، وكنت حينها أدرس في الإعدادي. ولا أخفي عليكم الخوف الذي انتابني حينها، لدرجة أنني اعتقدت أنه ملاك الموت الذي جاء ليقبض روحي ... تكرر علي ذلك مرات وكل
مرة أفزع وكل ما أفعل هو قراءة آيات العرش والمعوذات إلى حين يذهب عني هذا الأمر
الغامض.
لكن قَلّ خوفي
عندما سألت استاذا لي في الاعدادي وأخبرني أن السبب هو وضعية النوم غير المريحة،
حيث أن الاستلقاء على الظهر مع انحاء الرأس نحو الخلف يسبب اختناقا مؤقتا، وهذا
الأخير هو الذي يسبب الجاثوم ... تقبلت هذا التفسير وزال خوفي وكنت أحرص
على النوم بطريقة مريحة حتى لا يتكرر معي هذا الأمر.
بالرغم من ذلك، استمر معي الجاتوم وتزايد بشكل كبير في أيام التحضير للامتحانات أيام كنت أدرس
بالأقسام التحضيرية خصوصا لما كنت اسهر الى ساعات متأخرة من الليل (2 او 3 صباحا) ...
هنا استنتجت أن : قلة النوم + التأخر في النوم، ربما يكون هو المسؤول عن هذه
الظاهرة المزعجة ...
بالرغم من هذا التفسير الشخصي، فلا أخفي عليكم أنني في بعض الأحيان كنت أتعرض
لضغط قوي لدرجة أنني أتخيل أنني اصارع شيطانا أو أصارع الموت ...
هكذا كان الجاثوم
بالنسبة لي ... فماذا عنكم ؟
فإذا كنت شعرت
يوما وانت نائم بعدم قدرتك على الحركة ؟ أو اصبت بهلوسات مخيفة، شعرت فيها بأنك مستيقظ
ولكنك لا تستطيع الحراك؟!.
شاعت الكثير من
التفسيرات الغريبة للموضوع منها من اقتراب ساعة الموت (كما كنت أعتقد) ، وحتى ظن البعض
الآخر بأن جنّي أو عفريت يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما أنه لم
يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعي
وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.
·
حقيقة الجاثوم:
يشير العلماء الى هذه الحالة، بالجاثوم، أو الشلل
النومي Sleep Paralysis وهي حالة تستغرق ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول
بعض المرضى طلب المساعدة أوحتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت
أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.
أظهرت الدراسات
بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر. ويتعرض 12% من الناس لهذه
الأعراض لأول مرة خلال الطفولة. ومن الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد
هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. ومن رحمة
الله أن جعل آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا، تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات).
و ارتخاء العضلات يعني: أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا
عضلة الحجاب الحاجز، وعضلات العينين. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالنا إلى مرحلة أخرى
من مراحل النوم أو استيقاظنا من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المرء خلال
مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية(ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛
وينتج عن ذلك أن يكون الشخص في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً.
وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور الشخص باقتراب
الموت أو ما شابه ذلك.
·
كيفية تجنب حدوث الجاثوم:
يقدم الدكتور د.سليمان المدني (أنظر تعريفه اسفل
المقال) توصيات و نصائح تخفف من المعاناة اثناء حدوث الجاثوم وهي ملخصة في 8 نقاط نذكرها
كالتالي :
1-
عدم النوم على الظهر بصورة عامة.
2-
عدم النوم بعد وجبة طعام مباشرة، ويجب أن لا ينام قبل مرور ساعتين عن تناول الطعام.
3-
عدم تناول القهوة والشاي قبل النوم مباشرة، ويجب الانتظار لساعتين على الأقل. وكذلك
للمدخنين، يجب عدم الإفراط بالتدخين قبل النوم، وكذلك عدم التدخين بعد الاستلقاء على
السرير استعداداً للنوم.
4-
عدم النوم عند ثورة الغضب ويجب أن يحل الإنسان مشاكله بقدر الإمكان قبل الاستسلام للنوم.
5-
ليست هناك أوقات محددة للجاثوم كما هو شائع، فقد يحدث بأي وقت، سواء بالليل أو النهار.
6-
يفضل النوم على طهارة بشكل دائم، وعلى المتزوجين الاستحمام والغسل بعد الجماع، وعدم
النوم على جنابة.
7-
إذا اضطر أحد للنوم على ظهره فلا يبقي يديه على جانبيه، بل يرفعهما إلى ما فوق رأسه
بحيث يلقيهما على جانبي الرأس، ولا يضعهما تحت رأسه كوسادة كما هو شائع.
8-
تلاوة بعض آيات الذكر الحكيم بعد الاستلقاء على الفراش بقصد النوم مفيد في كل الأحوال.
نبذة عن د.
سليمان المدني
يحمل د. سليمان
المدني (58 سنة) دبلوم دراسات عليا في الباراسيكولوجيا (ما وراء النفس) من كلية ولاية
نيويورك ، ولديه من الخبرة 30 سنة حيث زاول العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي واكتسب
مع الوقت طرقاً للتمييز بين حالات المس الشيطاني والحالات النفسية الأخرى كما عالج
ما يسمى بحالة "المس الشيطاني" بالتنويم المغناطيسي. وأصدر العديد من المؤلفات
حول التنويم وتفسير الأحلام والتقمص وآخر مؤلفاته (الصيدلية الروحية) الصادر عن دار
دمشق عام 2010 ويزود موقع ما وراء الطبيعة بخبرته في هذا المجال كخبير معتمد فيه.
·
المصدر : ويكبيديا
·
اضافات :
هل تريد أن تصلك آخر الاصدارات و الأخبار العلمية عبر بريدك الالكتروني ؟
قم بتسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا للتسجيل
إرسال تعليق
إرسال تعليق