في عام 1610 اخترع العالم الإيطالي الشهير غاليليو تلسكوبه المعروف، وكانت ميزته هي تكبير الأجسام بنسبة 33 ضعف. منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم لم يتوانى العلماء عن تطوير وتحسين هذه الأجهزة ذات الأهمية البالغة سواءً لعلماء الفلك أو للطلبة والهواة.
حتى السنوات القليلة الماضية كان استخدام التلسكوبات مقتصراً على بعض المراصد الفلكية والعلماء، لكن مع تطور التكنولوجيا على كافة الأصعدة وبشكل خاص في مجال تصنيع العدسات، تهاوت أسعار هذه الأجهزة لتصبح في متناول أيدي الكثيرين، ويمكن القول أنه في أيامنا هذه تتنوع أصناف التلسكوبات الفلكية، من تلك المخصصة للهواة والطلاب إلى تلك الضخمة التي يستعملها العلماء في المراصد الفلكية فأصبح بإمكان الدارسين والمهتمين الحصول على النوع المطلوب من خلال المكتبات والصالات وكذلك مواقع الإعلانات المبوبة  التي تعرض المستعمل منها بأسعار تناسب امكانياتنا المادية.

كذلك الأمر أصبح من السهل على الوزارات ومديريات التربية تزويد المدارس والجامعات بالتلسكوبات، بحيث لا تقتصر دراسة علم الفلك على الأمور النظرية فحسب بل لتصبح الدراسة عمليّة وتفاعلية الأمر الذي يحتاجه الطلاب بشكل أكيد كون تلك الأجهزة تمكّن الطلاب من رؤية الأمور كما هي.

توفر هذه الأجهزة للطلاب يسهم أيضاً في زيادة اهتمامهم بالفلك، فهنا الأمر لا يقتصر على الدراسة فحسب بل إن إمكانية مشاهدة الكواكب والنجوم تثير الفضول والاهتمام وزيادة الرغبة في المعرفة للعديد من الطلاب، كما يمكن للطلاب القيام بأبحاثهم بطريقة عمليّة وممتعة في آن واحد. على سبيل المثال، العديد من الناس سمع أو شاهد على شاشات التلفاز الكوكب الأحمر، أي المرّيخ، ولكن ماذا عن إمكانية مشاهدته بالعين، باستعمال التلسكوب. ناهيك على أن أغلب الكواكب حديثة الاكتشاف قد تمّ رصدها عن طريق الصدفة، وهذا يعني أنه بشكل عام، يمكن لأي شخص أن يكتشف كوكباً جديداً وأن يطلق عليه الاسم الذي يختاره، وهذا قد يثير اهتمام العديد من طالبي العلم.

بينما كان الهدف من التلسكوبات القديمة مقتصراً على رؤية الأجسام الفلكية القريبة نسبياً، كالقمر والكواكب الشمسية، فإن التقنيات الحديثة أحدثت نقلة نوعية في مجال علم الفلك، ففي أيامنا هذه وصل الأمر ببعض العلماء لاستخدام التلسكوبات للبحث عن أشكال الحياة على الكواكب التي تبعد عن الأرض مئات آلاف السنين الضوئية، حيث من المتوقع أن يسهم الجيل القادم من التلسكوبات الأرضية العملاقة المسماة E-ELT  بكشف الآثار البيولوجية الموجودة على الكواكب الأخرى.



الكاتب
س. السعداوي 
محررة مقالات مستقلة
جمهورية مصر العربية



إرسال تعليق

 
Top