منذ الصيف الماضي وأنا أحاول مقاطعة الأخبار السياسية بشكل تام. فمازلت أتذكر وقع الصدمة التي حدثت لي يوم إقالة الرئيس المصري [السابق : المُنقلب عليه من طرف العسكر] . لقد كان وقع الصدمة ظاهرا علي لدرجة أنني اُصبت بشلل فكري ... فلم أحزن يوما في حياتي كحُزني ذاك اليوم ...
نعم حزنت مرة واحدة !! وحزنت على ديموقراطية تم وأدها قبل أن تولد !! ثم حزنت مرة أخرى ومرات عديدة على ديماااء سالت ولم تنقطع !!
فقاطعت أخبار العالم العربي بالمرة، لأنها تسبب الاكتئات والقلق والغثيان .... وقد نجحت في آخر ثلاث شهور الابتعاد عنها بالمرة !
وأنا أتناول وجبة الغذاء مع العائلة اليوم، مررت بقناة الجزيرة لعل وعسى تكون الأحوال تبذلت، والأمور تحسنت ...
لكن، حصيلة زيارتي الخفيفة كانت واقعا يَسوء ولا يتحسن : فمازالت الانفجارات الانتحارية بالعراق ولبنان مستمرة ... وسوريا تحولت الى خراااب، أو بالأحرى الى مقبرة مشتعلة ! ... والصراع في مصر مازال مستمرا : كنت اخشى قبل شهور أن تتحول الامور هناك الى حرب أو إل تطهير طائفي، ويبدو انها تسير الى ذلك ... في تونس قالو أنهم توافقوا بعد صراع طويل على دستور جديد بتراضي الكل ويصفه الكل بأنه انتصار للوطن ... أتمنى أن يصدق السياسيون في حياتهم مرة واحدة وتكون هذه هي المرة !!! ... في اليمن، اشتعال حرب المذهبية من جديد بسيطرة الحوثيون على احدى المدن هناك : أتمنى أن لاتكون لايران يد كما أتمنى أن لا تمتد يد آل سعود الى هناك ، لأن اليمن حتما ستتحول الى سوريا باصدار جديد!!
أتأسف ولا أتأسف كوني لا اعرف جديدا في القضية الفلسطنية، فحتما مسرحية المفاواضات مازالت مستمرة !!!
بخصوص أخبار بلدي، سئمت جدا من الجدل السياسي والنقاشات العقيمة هنا وهناك كما سئمت جدا من الأقلام الرخيصة للصحافة...
فقط كنت أتابع بشغف أحوال الطقس الجوية والتساقطات المطرية... لأنني أعلم يقينا أن هذا هو الخبر الوحيد الذي قد يُفرح الناس هنا !!
لا أدام الله صبركم ياعرب، ولا سهل عليكم طريق الاعلام ... وأبعدنا الله وإياكم عن شر الأخبار ....وحفظكم من متابعة (وتتبع) سياسة العرب ... عدتُ باسم الله الى المقاطعة !
هل تريد أن تصلك آخر الاصدارات العلمية ومُستجدات فكرتي عبر بريدك الالكتروني ؟
قم بتسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا للتسجيل
إرسال تعليق
إرسال تعليق