العلم (المنهج العلمي) ظاهرة متأخرة في تاريخ البشرية، وحتى الآن فالبشرية مازالت بعيدة عن اكتساب جميع سمات التفكير العلمي. فالعلم لم ينشأ إلاّ في اللحظة التي قرر فيها الإنسان أن يفهم العالم، كما هو موجود بالفعل لا كما يتمناه.

ولاَ شك أن المَنهج الذي وُضع لتقنين البحث العلمي هو منهج قويم أبَان عن صموده وقوته منذ اعتماده الى أيامنا هاته. خُصوصا أن هذا المنهج كان وراء كُل ما وصل اليه العالم من تطور علمي في كل المجالات تقريبا !

الآن، العلم (المنهج العلمي) أصبح قوة … لذى فالوُقوف تحت راية العلم (المنهج العلمي) أيضا قوة وصار يُفتخر به… العِلم يا سادة أصبح مَصدر قُوة … لهذا السبب، صَار الكُلُّ يَتكالب على العِلم من أجل الحُصول على هذه القُوة وصارت عبارة "علمية" مفتاح وُلوج عقول الناس واقناعهم بأي شيء كان.

"دراسة علمية جديدة أثبتت أننا نستطيع أن نجعلك تصدق أى شئ طالما قلنا (دراسة علمية) قبل أن نقول ما نريد."
لآسف، صار العلم أداة ناجحة من أدوات الماركوتينغ. فقد أصبح يُستعمل من طرف السياسين و رجال الأعمال ورجال الدين .. الخ من أجل تمرير أفكارهم واقناع الناس بما يُريدون وبما يَصب في مصالحهم الخاص !
وأنا أخشى على العلم في هذه النُقطة مما حصل الى بعض الايديولوجيات التي تتأسس في بدايتها على قيم انسانية مُقدسة ولما تقوى هذه الايديولوجية يتكالب عليها - المُنافقون - وأصحاب المصالح الخاصة فتسوء سُمعة هذه الايديولوجية … فتضعف، ثم تنقرض !

لذا وَجب التنويه على أن الدراسة -العلمية- تكون على عدد محدود من البشر قد يكون 30 شخص أو 10 ألاف شخص، وتكون نتائجها إحصائية خصوصا في الدراسات الإجتماعية.  فالعديد من الدراسات اُثبتت أنها حقائق علمية في وقت لاحق والعديد من الدراسات اُثبتت أن بها خلل ما ولا ترَقى الى الحقيقة العلمية.
إنني حينما أسمع جملة “لقد أثبتت الدراسات أن…” أتحسس مسدسي!
لذا كان لازما التأكد من أن الدراسة تم إجرائها في مجتمع علمي مرموق يَتسم بالمِصداقية والشفافية وغير تابع لجهات اديولوجية مُعينة  وأنها اتبعت الطرائق السليمة في جمع وتحليل البيانات.

مثال لأهم المُجتمعات العلمية المُتسمة بالشفافية والمصداقية اليوم : الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة (بالإنكليزية: 'American Association for the Advancement of Science) وتعرف اختصاراً ب"AAAS" هي احدى أقدم وأهم المنظمات العلمية في العالم والتي انشأت في سنة 1848 وهي أكبر منظمة علمية في العالم ويتبعها 275 مؤسسة علمية موزعة في عشرات الدول ويعمل فيها حوالي المليون باحث. وهي المؤسسة التي تصدر المجلة العلمية الشهيرة ساينس.
وهذا ليس معناه أننا  نحرضك على تجاهل الدراسات فهذا مجهود باحثين و علماء أفنوا سنوات من عمرهم من أجل تحسين مستقبل البشرية، و لكن نحرضك على أن لا تثق ثقة عمياء في الدراسات خصوصًا الشاذة أو التي لم يتم تأكيدها من أكثر من جهة أو التي تم نفيها أكثر من مرة.

  • اضافات :

الفرضية العلمية: هي فكرة او محاولة مبدئية او تخمين يصف ظاهرة ما وهذا الوصف ربما ينتهي إلي تصورات متعددة تبعاً لدرجات البحث إذن الفرضية هي توضيح مفترض لظاهرة ما والفرضية العلمية يجب ان تكون قابلة للمناقشة والبحث والإختبار والتجربة وتكون إمتداداً لملاحظات علمية سابقة وهي بإختصارفلسفة طرح السؤال
الدراسة العلمية : هناك بعض الدراسات تكون عبارة عن نتائج لتجارب تم إجرائها أكثر من مرة، و بعضها يكون إحصائي. فمثلًا إذا قام العلماء بإسماع فئران تجارب موسيقى الميتال عشرات المرات و توصلوا إلى أن لها تأثير معين على مخ فئران التجارب فهذه تجربة معملية، أما إذا خرج باحث إلى الشارع ليسأل الرجال هل تفضلون الشقروات أم ذوات الشعر الأحمر؟ فستكون هذه دراسة إحصائية. التجربة الأولى لها أثر كيميائي و فيزيائي واضح على أمخاخ الفئران فيمكنك التعامل معها على أنها حقيقة علمية. أما تفضيل الرجال للشقروات أو ذوات الشعر الأحمر فهو مجرد قياس لأراء أغلب الرجال و لك الحرية في إعتبار الأمر حقيقة أو لا.
النظرية العلمية : هي وصف اساسيات ظاهرة ما مع وجود ركائز علمية تساندها وتبقي صحيحة اذا كان كل ما هو جديد من معلومات يدعمها وإذا وُجدَ ما يخالف النظرية من حقائق علمية جديدة تصبحُ لاغية. أي أن النظرية بناءٌ محكمٌ يصف ظاهرة تكون مستندة إلي دليل علمي وشاهد من تجربة وهي تعبير منظم ومُصاغ يُبني علي الملاحظات السابقة ويمكن استخدامه في التنبؤ بالظواهر ومنطقي البناء وقابل للاختبار ولم يسبق نقضه.
الحقيقة العلمية: لاجدال فيها وهي تعتبر نقطة قياس وإستدلال للبحث العلمي.
مثال : الفرضية ( لماذا تسقط الاشياء)؟ النظرية(شرح سبب سقوط الأشياء) الحقيقة(الآجسام تسقط إلي الارض).




هل تريد أن تصلك آخر الاصدارات العلمية ومُستجدات فكرتي عبر بريدك الالكتروني ؟

 قم بتسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا للتسجيل

إرسال تعليق

 
Top