سمعت كثيرا عن تأثير الاجرام السماوية بما في ذلك الكواكب و النجوم على الانسان. كما سمعت أيضا بالتأثير الخاص للقمر على الانسان خصوصا في الايام التي يكون فيها القمر بدرا. وقد حاولت أبحث في صحة هذا الأمر وقد قرأت مجموعة من المقالات التي تؤكد وتثبت هذه الفرضية وأخرى ترى أن هذا التأثير مبالغ فيه لدرجة و أنه فقط من اساطير الأولين . وسأعرض لكم خلاصة ما يتداول عن تأثير القمر على الانسان ثم أختتم بعرض رأي العلم التجريبي في هذا التأثير.



·         تقديم
يكون القمر »زائدا في النور «  من الاجتماع إلى الاستقبال , أي منذ ظهور الهلال جهة الغرب بعد غروب الشمس إلى أن يصير بدرا حيث يزيد وجه القمر استضاءة حتى يصير قرصا كاملا , تم يبدأ في التقلص ابتداء من الاستقبال إلى الاجتماع التالي فنقول أنه » ناقص في النور « 
من هنا نجد أن القمر له تأثير وهو تأثير أوجهه الأربعة الرئيسية: "الاجتماع "و "التربيع الأيمن أو الأول "و "الاستقبال" و "التربيع الأيسر أي الأخير".

·         تأثير القمر على المد والجزر:
يؤثر القمر على كل العناصر السائلة على سطح الأرض , من المد و الجزر إلى سوائل أجسامنا . إن ظاهرتي المد و الجزر التي تسهل ملاحظتها على سواحل البحار و المحيطات تتأثر مباشرة بموقع القمر.  فعندما يكون القمر في وسط (حوالي مرة كل يوم) أي في أقصى ارتفاع له جهة جنوب البلدة التي تقطن بها فإن المد يكون في أقصاه. و في المقابل عندما يكون القمر في وتد الأرض ( بعد حوالي نصف يوم من توسطه ) يكون الجزر في أقصاه , و هكذا يكون المد و الجزر كل يوم . هذه الظاهرة مألوفة لدى القاطنين بجوار السواحل، لكن ما قد يجهله الكل و خصوصا من لم يتمكنوا من رؤية هذه الظاهرة أن اليابسة كذلك تعرف نفس الظاهرة، فعند توسط القمر ترتفع القشرة الأرضية تحت أقدامنا ب 12 سنتمتر.

·         تأثير القمر على الانسان:
إن احتباس الماء يزيد كل شهر عند الاستقبال، حيث تزيد نسبة الماء في جمجمة الإنسان مما يسبب فيها ضغطا يؤثر على سلوك الإنسان، و يعرف هذا السلوك ب "جنون الاستقبال".
فيكفي أن تخرج يوم الاستقبال لتلحظ كثرة النزاعات و الخصومات بين الناس , و ازدياد حوادث السير ... الخ، خصوصا في الفترة الممتدة بين طلوع البدر فوق الأفق الشرقي إلى توسطه في كبد السماء. و لاحظ الأطباء كذلك أن احتمال وقوع النزيف تكون أكثر عند الاستقبال (نزيف دماغي , نزيف دموي ...إلخ ) خلال العمليات الجراحية , و لذلك كان الأطباء القدماء يهتمون في علاجهم بالدور القمري و يسمونه " البحران ". و كان على الطبيب في نفس الوقت منجما، حتى أن كبير الروحانيين عند الغربيين و هو باراسيلس قال : لا يكون الطبيب طبيبا ما لم يتقن التنجيم.
و هناك علم معروف اليوم هو البيوريتم أو علم الإيقاع الحيوي , وضع على أساس الدور القمري , حيث يتم قياس إيقاعاتك الحيوية الثلاثة الرئيسية :
الدور الجسدي كل 23 يوم، و الدور العاطفي كل 28 يوم، و الدور الفكري كل 33 يوم انطلاقا من تاريخ ميلادك ( و نلاحظ أن الفرق بينها هو 5 أيام: 23+5=28+5=33).
لا أحد يستطيع أن ينكر ارتباط ظاهرتي المد و الجزر بالقمر , و لا يمكن لكل ذي عقل نزيه أن ينكر تشابه دورة القمر بدورة الحيض عند المرأة (كل 28 يوم ) و على مستوى أعم تشبيه دور القمر بدورة الحياة : الولادة , النضج , الشيخوخة , ثم الموت أو الولادة من جديد .


·         تأثيرات أوجه القمر:
إن فهم أوجه القمر و تأثيراتها على حياتنا اليومية يسهل علينا التعامل مع طاقاتها و استغلالها بدلا من مقاومتها، فنكون كمن يسبح ضد التيار . و هذه دلالات أوجه القمر:



تأثير الاجتماع : هو وقت اقتران القمر بالشمس (أي ليلة قبل فاتح الشهر الهجري حيث يكون القمر تحت شعاع الشمس لا يظهر لنا ثم يبدأ في الظهور على شكل قوس فنسميه هلالا ) و يدوم تأثيره إلى فترة التربيع الأيمن.
إن فترة الإجتماع هي الفترة المناسبة لبدأ مشاريع جديدة أو لتنفيذ مخططاتك , و لزرع ما تتمنى أن ينبت بشكل جيد.
على المستوى المهني: فإن الأعمال التي تشرع فيها خلال هذه الفترة ستتطور بشكل إيجابي نحو الأحسن شريطة ألا تعتمد على الآخرين. و الشخص الذي يبحث عن عمل سيسهل عليه إيجاد وظيفة.
و خلال هذه الفترة سيكون العمال أكثر عطاءا لكن عليهم ألا يحسبوا أنفسهم أرباب العمل لأن المدير أو رئيس العمل سيلحظ ذلك و يتدخل بشكل سلبي .و الأعمال التجارية التي تبدأ خلال هذه الفترة ستتطور تدريجيا , لكن هذه الفترة مناسبة أكثر لعقد الصفقات.
على المستوى العاطفي: العلاقات العاطفية التي تبدأ خلال فترة الاجتماع لا تنجح , لأن الاجتماع يولد لدى العشاق احلاما صعب تحقيقها.
على المستوى الاجتماعي: الاجتماع يزيد من تكبر الأزواج أو الزوجات فتزيد متطلباتهم , لذلك يستحسن تجنب ذلك و تقديم التنازلات تجنبا للخلافات.


تأثير التربيع الأيمن: و يسمى كذلك التربيع الأول، و يبدأ تأثيره من الليلة السابعة من الشهر القمري.
خلال هذه الفترة يستحسن توخي الحذر، لأنه من المحتمل أن تظهر أولى التحديات، بأن يهدد صقيع الربيع مزروعاتك أو يقوم شخص ذا نفوذ و سلطة بعرقلة مشاريعك، لأن القمر يكون خلالها في تربيع الشمس (أمامها بربع الفلك أي 90 درجة). فيجب أن تعلم أنه خلال التربيع الأيمن من الممكن أن تظهر مشاكل أو تحديات، لذلك يتوجب عليك الاستعداد  لها و مواجهتها، فمزروعاتك الصغيرة قد تتأثر بالصقيع أو الحرارة أو الريح ويستحسن حينها أن تسقيها أو تضيف لها ما يحميها، و مشاريعك التي تتقدم تدريجيا قد تتعرض لأولى العراقيل الإدارية . لذلك فهذه الفترة مناسبة لتقبل التحديات و طلب المشورة.
كذلك فالأشخاص الذين يولدون في هذه الفترة يتعلمون بسرعة كيف يحلون مشاكلهم بشكل فطري، بل قد يخلقون الصعوبات لأنفسهم كي يحلوها.
على المستوى المهني: يمكن بداية أي مشروع في هذه الفترة شريطة مراقبة سيره و تطوره، العمال سيزيد حماسهم الذي يميز هذه الفترة لكن هذا قد يثير غيرة و حسد الآخرين.و الشركاء ستزيد الثقة فيما بينهم لأن الحماس يزيد في هذه الفترة. و المبادرات المهنية التي يشرع فيها خلال هذه الفترة قد تصبح مهمة جدا لأنها تلاقي التحديا ت منذ بدايتها ف إذا تم تخطي العقبات منذ البداية فذلك جيد لها
على المستوى العاطفي: العلاقات العاطفية التي تنشأ في هذه الفترة تكون علاقات دائمة قد تختم بالزواج , لكن قد يحدث أن تنتهي علاقات هذه الفترة فجأة كذلك، فما كان بالأمس حبا عارما أصبح ذكرى مزعجة . فهذه الفترة صالحة الأشخاص الذين لديهم العديد من الخصائص المشتركة، إذ لا يجب إهمال باقي عناصر التنجيم (مقارنة هيئتي ميلادهما , وقت أول لقاء بينهما ...إلخ ).
لكن عموما العلاقات التي تنشأ خلال التربيع الأول تكون دائمة إذا عرف الشريكين كيف يقدمان بعض التنازلات و كان حبهما لبعضهما صادقا و متبادلا.
على المستوى الاجتماعي: تقل العلاقات الاجتماعية خلال هذه الفترة , فتلغى الزيارات المتبادلة في آخر لحظة غالبا لسبب أو لآخر لكن على العموم تتم اللقاءات في جو يسوده الانسجام و التناغم.


تأثير الاستقبال: يكون القمر في الاستقبال عندما يكون القمر في مقابلة الشمس في الليلة الرابعة عشر من الشهر القمري و يسمى بدرا.
 في هذه الفترة يسمح لكل شيء بالنضج، فخلالها تتفتح الورود و تجني ثمار عملك، فإذا أخفقت في فترة التربيع الأيمن فإن النتائج ستبدو الآن سيئة، و في المقابل إذا نما كل شيء و تطور كما خططت له ستجد أن النتائج الأولى لعملك بدأت تتحقق.
إن القمر في الاستقبال يدل على النجاح الكبير أو الإخفاقات العميقة، فإذا كانت مخططاتك وأعمالك قد احترمت الوجوه السابقة فإنك ستتذوق ثمار ما زرعته . فإلى هنا يكون القمر قد بلغ ذروته في زيادة نوره و تمامه، و ابتداءا من هذه الفترة يبدأ نور القمر في التناقص.
على المستوى المهني: ستتبع الأعمال إلى أن يتم إنجازها، و يكون النجاح حليفها كما سبق ذكره، لكن إذا كانت الانطلاقة جيدة و عرفت كيف تتجاوز العقبات والعراقيل التي واجهتك، و النجاح كذلك كالحب مرتبط بباقي عناصر الهيئة الفلكية، إذ لا يمكن الجزم بالنجاح من خلال كون القمر في الاستقبال،  لكنه عامل مهم للنجاح.
على المستوى العاطفي: تتميز العلاقات التي تنشأ في هذه الفترة غالبا بالنزاعات، فالعشاق يتبادلون الاتهامات، لكن لا تكون هناك فراقات، تكثر النزاعات بين الأزواج في هذه الفترة لأن طلبات الأزواج تكثر و كل طرف ينتظر من الآخر تقديم الكثير.
على المستوى الاجتماعي : تكثر العلاقات الاجتماعية خلال هذه الفترة، فيزيد تبادل الزيارات، و تسود البهجة و يكثر الكلام.


تأثير التربيع الأخير : و يسمى كذلك الأيسر لأن القمر يكون هذه المرة على يسار الشمس بزاوية قدرها 90 درجة فيكون في البروج التي خلفها، و هو ناقص النور.
هذه الفترة التي يمتد تأثيرها إلى الاجتماع المقبل و التي تبدأ حوالي اليوم 22 من الشهر القمري، مناسبة للتفكير و إعادة النظر فيما مضى و معرفة ما يجب تطويره و ما يحتاج للتصحيح، سواء حققت النجاح في الاستقبال أم لا. فهذا التفكير قد يكون مصدر إحباط أو التوصل لحلول جديدة و مراجعة ما سبق و الاستعداد لانطلاقة جديدة. فالأخطاء مفيدة دائما و لا يجب اعتبارها فشلا،  لأن أخذ العبرة يمثل في حد ذاته انتصارا.
على المستوى المهني : الأعمال التي يتم الشروع فيها في هذه الفترة ستكلل بالنجاح أو قد تحبط في مهدها . فخلال هذه الفترة الأشخاص الذين ليست لديهم دلالات فلكية على مراجعة الذات، تكون مساعي هم وهمية، بينما الأشخاص الذين تكون في هيئة ميلادهم دلالات على قدرتهم على مراجعة الذات (اتصالات سعيدة بين عطارد ميلادهم و مشتريهم و زحلهم بباقي كواكب الهيئة الفلكية ) سيحصلون على نتائج مرضية رغم الجهود التي سيبذلونها، و هذا يخص كل المجالات حتى بالنسبة للذين يبحثون عن عمل و قديما كان المنجمون ينصحون الحكام بإصدار قوانينهم الجديدة خلال هذه الفترة، لأن الناس خلالها ينشغلون بمشاكلهم الشخصية فلا يكترثون للمسائل المرتبطة بالمجتمع
على المستوى العاطفي : العلاقات تكون نادرة في هذه الفترة , لأن الناس يفكرون في أحوالهم الشخصية و لا يهتمون كثيرا بمشاكل الآخرين. فالعشاق الذين يتعارفون خلال هذه الفترة ينشؤون علاقاتهم على أسس واهية قد تنهار في أي لحظة. خلال هذه الفترة كذلك تحدث فراقات، لكنها لا تكون مؤلمة لأن الشريكين يتوصلان بعد التفكير العميق إلى أن الفراق هو الحل الأفضل لعلاقة يسودها الخصام و النزاع طيلة الوقت. هذه الفترة في المقابل مناسبة للذين ليست لديهم أي علاقة خصوصا الأزواج الذين فارقوا أزواجهم بطلاق أو وفاة.
على المستوى الاجتماعي : تكون العلاقات الاجتماعية سيئة في هذه الفترة، فاللقاءات تتم لمناقشة المواضيع الحرجة و المشاكل و الواجبات . فيعاد النظر في كل شيء و يتم انتقاده. و يستحسن خلال هذه الفترة أن يبقى الشخص في منزله و ألا يداخل الناس كثيرا إلا عند الضرورة.


·         اعتراضات علمية :
تعمق الدكتور إيفان كيلي، الباحث النفسي الكندية بجامعة ساسكاتشوان في ساسكاتون، في بحث موضوع القمر وتأثيراته على حياة الناس. ونشر أكثر من 15 بحثا طبيا نفسيا عن هذا الموضوع، وراجع أكثر من 200 دراسة علمية طبية عن علاقة القمر بحياة الناس النفسية و الصحية. وعبرّ عن رأيه الصريح في الأمر برمته قائلاً: رأيي الشخصي هو أن الادعاء بوجود تأثيرات لاكتمال القمر، بهيئة البدر، لم يثبت، علمياً. والدراسات التي تم إجراؤها لم تكن نتائجها متوافقة ومنضبطة. ولكل دراسة إيجابية في نتائجها هناك دراسة أخرى سلبية النتائج تُقابلها، وتُلغيها.

وتساءل الدكتور إيريك تشدلر، الباحث النفسي بجامعة واشنطن في سياتل بالولايات المتحدة، بالقول: هل من الممكن أننا، كثقافة، نُحب الفكرة القائلة بوجود قوة غامضة مُؤثرة للقمر على الأحداث في حياتنا. وأننا بالتالي ندعم تلك الخرافة إلى الأمام، وقُدماً، لأننا نُريد إثبات ذلك، بأي شكل؟
وأضاف، حينما يحصل أمر غير معتاد ويكون القمر آنذاك بدراً، فإن الناس عادة ما يُلاحظون ظهور القمر بهيئته المكتملة ويلومونه في التسبب بحصول تلك الأمور!!!

وعلق الدكتور سكوت براندهورست، الباحث النفسي في روبرت ميوري كلينك التابع لمؤسسة فورست بالولايات المتحدة، على الموضوع بالقول: إنها واحدة من الخرافات myths التي استمرت بالحضور بقوة عبر الأجيال المتعاقبة. ونحن، كمجتمع، لا نزال نستخدم اكتمال القمر لتعليل سلوكيات الناس.

وقال عدد من العلماء في تقريرهم، إن كانت البراهين العلمية تقول لنا بأنه لا تُوجد تلك التأثيرات المزعومة للقمر، فلماذا تستمر فرضية "القمر المكتمل" بين الناس؟ وأجابوا بأن هناك ثلاث عوامل تؤدي إلى استمرار ذلك المعتقد، وهي انحدار مستوى التقارير الإعلامية، وضحالة المعرفة بعلم الفيزياء الطبيعية، والانحياز والميل لدى بعض المتخصصين في علم النفس.

وأكد الباحثون أن من طبيعة الإنسان النفسية: ملاحظته للأحداث التي تدعم وتُؤيد معتقداته، بخلاف الأحداث التي لا علاقة بها. وأضافوا في تقريرهم، واعتقاد الكثيرين أن للقمر تأثيرات على مياه البحار والمحيطات، وأن جسم الإنسان مكون من المياه بنسبة 80%، ما يجعل من الممكن اعتقاد أن للقمر تأثيرات على جسم الإنسان، ليس صحيحاً. والسبب أن باستخدام علم الرياضيات لا نجد ما يدعم هذا التعليل. ووفق ما قالوه، فإنه يُمكن إثبات أن القوة التي تبذلها الأم حينما تحمل طفلها الرضيع تفوق 12 مليون مرة "قوة المد والجزر" tidal force التي يُمكن أن يُؤثر بها القمر على كمية المياه في جسم الرضيع.

واستطرد الباحثون في تفنيد الكثير من المزاعم الأخرى التي يستند عليها مؤيدي فرضية "القمر المكتمل"، ولكن الأمرين الذين ذكرناهما، الأخطاء في منهجية البحث للدراسات العلمية المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر وضعف تأثير قوة المد والجزر على مياه جسم الإنسان الصغير بالمقارنة مع الحجم الكبير جداً لمسطحات المياه في المحيطات والبحار، هما الأهم.

وكان الباحثون من مركز علوم الصحة بجامعة جنوب فلوريدا، قد ذكروا في عام 2004، ضمن مراجعاتهم العلمية لعلاقة اكتمال البدر بالأمراض العضوية، أن هناك العديد من الدراسات الطبية التي حاولت فهم العلاقة بين أطوار ظهور القمر وبين الإصابات بنوبات الجلطات القلبية، ومعدل الولادات، ومحاولات الإقدام على الانتحار، وارتفاع الحاجة الدخول إلى المستشفيات نتيجة تهيج حالة المرضى النفسيين، ونوبات الصرع التشنجي. وأكدوا على أن نتائج تلك الدراسات لم تجد علاقة تُذكر بين مراحل ظهور القمر وبين حصول تلك الحالات المرضية.

لا علاقة بين القمر ومفاجآت الحمل والولادة : هناك من يعتقد بأن ثمة علاقة بين وقت حصول تلقيح البويضة الأنثوية بالحيوان المنوي الذكري بالنسبة لدورة القمر الشهرية وبين جنس المولود. وكذلك بين وقت الولادة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحمل والولادة. وعلى سبيل المثال، ذكر كيرتس جاكسون، مدير المستشفى البروتستانتي لجنوبي كاليفورنيا بأن احتمالات الحمل ترتفع حينما تتلاقى البويضة مع الحيوان المنوي في أيام أوقات ظهور القمر، مقارنة بأيام أوقات المحاق وتضاؤل حجم قرص القمر. وتوصل إلى هذه الملاحظة بعد متابعته أكثر من أحد عشر ألف حالة حمل حصلت خلال بحر ست سنوات.

والأكثر غرابة من هذا، ما لاحظه الباحثون الألمان بعد متابعة أكثر من 33 ألف حالة ولادة، حيث توصل الدكتور بيوهلر إلى أن احتمالات الحمل بمولود ذكر ترتفع في أيام ظهور القمر في حجم مكتمل.

والواقع أن الدراسات الأحدث والأدق، لمجموعات من الباحثين الطبيين، لاحظت أن لا علاقة بين الأمرين. وعلى سبيل المثال، أشارت دراسة الباحثين من كارولينا الشمالية، والمنشورة ضمن عدد مايو 2005 من المجلة الأميركية لطب النساء والتوليد، أن نتائج المراجعة العلمية لحالات أكثر من 500 ألف مولود، لا تدل البتة أن هناك صلة بين وقت الولادة من جهة وبين مراحل دورة القمر الشهرية، وفق ما قالته الدكتورة شيللي غالفن، الباحثة المشاركة في الدراسة.

نوبات الصرع لا تتأثر باكتمال القمر : بعيداً عن خرافات دراكولا، مصاص الدماء الأشهر على المستوى العالمي، وبعيداً عن خرافات الرجل "المذؤوب" Werewolves ، أي الممسوخ ذئباً، وغيرهما مما تطرحه صناعة السينما من الحالات المؤيدة لوجود تأثيرات للقمر على السلوكيات النفسية والعصبية للبشر، فإن ثمة حالة عصبية مرضية يُقال أنها تتأثر بظهور القمر بدراً في سماء الليل. والحالة هي نوبات الصرع التشنجية epileptic seizures.

والمقولة المنسوبة إلى علم الطب مفادها أن احتمالات الإصابة بنوبة من الصرع وتشنجاته العضلية ترتفع في أيام اكتمال البدر.

وكان الباحثون من جامعة جنوب فلوريدا قد حاولوا دراسة هذا الأمر لتبين مدى صحة هذه المقولة وسلامتها، وذلك وفق ما تم نشره في أواخر مايو للعام 2004 من مجلة الصرع والسلوكيات. وتأتي أهمية هذه الدراسة، حال ثبوت أو انتفاء هذه المقولة، من استفادة مرضى الصرع وذويهم وأطبائهم في مدى تميز الاهتمام الصحي خلال تلك الأيام من الشهر القمري.

وأوضح الدكتور سليم بن باديس، الأستاذ المشارك وطبيب الأعصاب وجراحة الأعصاب بكلية الطب في جامعة جنوبي فلوريدا، بالقول: وخلافاً للخرافة، فإن حصول نوبات الصرع التشنجية ليس أكثر شيوعاً خلال فترة اكتمال القمر. وفي الحقيقة وجدنا أن عدد نوبات الصرع التشنجية هو أقل خلال فترة اكتمال القمر، وأعلى خلال الربع الأخير، من دورة القمر الشهرية.

وقال الدكتور بن باديس، بأنه قرر فحص احتمالات العلاقة بين أطور ظهور القمر، خلال الدورة الشهرية للقمر، وبين عدد مرات حصول نوبات الصرع التنشيجية، وذلك بعد سماعه من المرضى إدعاءات تشير إلى أن تلك النوبات تنشط أو تسوء مع اكتمال القمر. وأضاف، وحتى هناك بعض العاملين والمتخصصين في الوسط الطبي يعتقدون بصحة هذا الأمر، وبالرغم من هذا كله، لم يتم فحص صحة هذه المقولة من قبل بطريقة علمية. وقام الدكتور بن باديس بتحليل المعلومات المتعلقة بحوالي 800 مريض بالصرع، خلال فترة ثلاث سنوات. وقسّم الباحثون المرضى إلى نوعين. النوع الأول، هم الذين تحصل لديهم نوبات الصرع التشنجي نتيجة لاضطرابات في أنظمة الكهرباء الدماغية، أي مرضى صرع حقيقي. والنوع الثاني، هم الذين لا تحصل لديهم أي اضطرابات في نظام كهرباء الدماغ، بالرغم من ظهور نوبات الحركات التشنجية على أطراف وأجزاء أجسامهم، بل تحصل نوبات التشنج نتيجة لاضطرابات نفسية عاطفية. وتم تصنيفهم بأن لديهم "تشنجات نفسية وليست صرع مرضي" psychogenic nonepileptic seizures.

وبالجملة لاحظ الباحثون من نتائج المتابعة، أن لدى مرضى الصرع الحقيقي، حصلت معظم نوبات التشنجات في فترة الربع الأخير من الشهر القمري. وكان عددها في تلك الفترة من الشهر حوالي ضعف عدد النوبات التي حصلت خلال فترة اكتمال ظهور البدر. كما لم يُلاحظ الباحثون أي ارتفاع مهم في عدد مرات حصول نوبات التشنج النفسي خلال فترة اكتمال ظهور القمر بدراً.


وأخيرا، وبعد عرض الرأيين : رأي علم التنجيم في مسألة تأثير القمر على الانسان و بعد عرض الاعتراضات العلمية. فبالنسبة لي، ما عدا تأثير القمر على المحيطات (مد وجزر) فأنا لا أعتقد أن هناك تأثير مباشر وحتمي للقمر على سلوك الانسان.  فماذا عنكم ؟ 


ملاحظة : المرجو لمن كان عنده مصادر علمية موثوقة حول تأثير القمر على سلوك الانسان أن يرسلها لي على البريد الالكتروني : a.abdelaziz@fikraty.info أو يتواصل معي عبر الفيس بوك

إرسال تعليق

 
Top