الجزء الأول: إنها حقًا تجربة رائعة لا يضاهيها شيء في فحص قدرات العقل وطريقته في إدراك الأشياء. تأخذكم سلسلة ألعاب العقل الجديدة في رحلة مُثيرة تُستخدم خلالها الألعاب والتجارب التفاعلية المُصممة لتتلاعب بعقولكم وتكشف عما يحدث في دهاليز العقل.انضموا إلينا لنكتشف معًا كواليس مهارات عقلية مثل التركيز، والخوف، والإقناع، واتخاذ القرارات، واللياقة العصبية. تسلط هذه السلسلة الجديدة الضوء على الدماغ البشري في رحلة استكشافية ماتعة نسبر خلالها أغوار ذلك العضو الذي لا يزيد وزنه عن ثلاثة أرطال ونصف الرطل من الأنسجة، وبالرغم من هذا الحجم الصغير إلا أنه هو ما يميزك عن غيرك.يصحبكم في هذه الحلقات التي تغوص في أروقة الدماغ البشري وجنباته جيسون سيلفا، يُرافقه مجموعة من كبار الخبراء في العلوم الإدراكية، والعلوم العصبية، وعلم النفس.


الحلقة الاولى: القرار لكم
في هذه الحلقة ستعرفون هل نحن ما نتحكم في خياراتنا أم ان خيارتنا موجهة ومتحكم فيها.
شاهدوا الحلقة من خلال الرابط أسفله.
وأليكم التلخيص الموجز لما جاء فيها من اختبارات ونائج :

اختبار رقم 1 : أصل هذا الاختبار باللغة الانجليزية لذا يجب الايجابة على هذا الاختبار باللغة الانجليزية

- اختارو رقم بين 2 و 6
- اضربو هذا الرقم في العدد 9
- إذا حصلتكم على عدد مكون من رقمين فقوموا بجمعهما
- قوموا بنقص 5 من حاصل العدد الذي حصلتم عليه
- الان خوذو الحرف الذي يوافق الرقم الذي حصلتم عليه من بين اللائحة التالية : A=1 , B=2 , C=3, D=4 , E=5, F=6
- الان، اختاروا دولة تبدأ بهذا الحرف
- خذوذ آخر حرف من هذه الدولة، اختاروا الان اسم حيوان يبدأ بهذا الحرف (الحرف الاخير من اسم الدولة)
- خذوا الحرف الاخير من اسم الحيوان الذي اخترتموه، ثم اختاروا لونا يبدأ بهذا الحرف!

(انظروا الاجابة التي حصلتم عليها في آخر المقال)

السؤال كيف قرأنا أفكاركم ؟ (شاهدو الفيلم الوثائقي أسفله)


(يُمكنكم تحميل الحلقة كاملة من خلال الرابط التالي : اضغط هُنا)

تقول الدراسة اننا نتخذ الاف القرارات يوميا، فنقرة على زر الفارة او لفة مقود تتطلب ان يتخذ دماغنا قرارا… فالدماغ البشري يتخذ قرارات بشكل متواصل ومستمر.

فكيف يتخذ دماغنا هذه القرارات؟

عندما نعرض عليكم اختيار بين محل يعرض ثلاث انواع من المثلجات ومحل يعرض 12 نوعا من المثلجات. أكيد ستختارون الذهاب الى المحل الذي يعرض اكثر نوع من الخيارات. لكن، سيصعب عليكم الاختيار من بين الاثنى عشر نوعا. ودماغكم سيكون سعيدا لو كانت هناك عدد اقل من الخيارات.

لماذا ؟

يرى الدكتور داليليان كاين DAYLIAN CAIN من جامعة يال YAL أن هناك نظامان لاتخاذ القرارات على مستوى الدماغ:

- النظام الآلي لاواعي: يستخدم دائما الطريق القصير ليصل الى قرار سريع وفعال.
- النظام التفكيري الواعي الذي نتحكم فيه: هذا النظام نفسه الذي تم استعماله للاختيار بين المحلين. أنتم تختارون المحل الدي اكثر عدد من الخيارات. لكنكم بعد ذلك وجدتم صعوبة  في الاختيار بين الانواع الكثييرة التي  يعرضها … وهذا قد يولد لديكم حالة من الندم.

الكثير من الخيارات يفتح الباب للنذم، إننا كبشر نحاول تجنب الألم بقدر ما نحاول البحث عن اللذه. فعندما تزداد الخيارات لايفكر دماغنا فيما نريده فحسب، بل يحاول الهروب من أن هناك شيء آخر أفضل يفوتنا. وهذا ما يُسميه علماء النفس ب  تناقض الخيارات Paradox of choice : وهي عندما نعجز عن اتخاذ القرار.

الاختبار رقم 2 :

تم عرض صورتين مختلفتين لامرتين على متطوعين رجال، فطُلب منهم أن يختاروا أيهن أكثر جمالا وجاذبية. بعد الاختيار توضع الصورة أمامهم فيطلب منهم تبرير اختيارهم. فيبدا المتطوعين بالتبرير.
الغريب في الأمر أنه بعد اختيار الصورة، توضع اماهم الصورة الاخرى التي  لم يختاروها. ومع ذلك 75% من الرجال لم يكتشف الامر، بل بدأ يصف الصورة التي امامه لكي يبرر اختياره.

استنتاج:  الدماغ يكذب علينا، الدماغ دائما ما يحاول أن يبرر اختيارات بشتى والوسائل.

تُسمى هذه الظاهرة بالاختيار الأعمى Choice Blindness : فالنظام الآلي هو الذي يحكم قراراتكم، فإذا سألك أحدهم لماذا، تبدأ باقتناع نفسك وتبرر اختيارك. الامر أشبه بأن تدخل مطعم فتختار طعاما معينا فيحضر لك النادل طعاما آخر فتقنع نفسك أن هذا ما طلبته !

هذا أمر غريب جدا، فالدماغ لم يعد يهتم للحقيقة، بل أصبح فقد يبحث بأن يبرر قراراته

رُبما لهذا سبب منذ الولادة. فعندما تمشي في الغابة مثلا وتصادف فجأة نمر فإن دماغك يُعطي الاوامر بشكل آلي لجسدك بالركض والابتعاد عن مكان الخطر … فأنت حينها تركض دون ان تسأل نفسك لماذا تركض ؟

الاختبار الثالث: معرفة نظام الاختيار

للأم اربعة بنات : الاولى اسمها أبريل، الثانية اسمها ماي، والثالثة اسمها يونيو … فما اسم البنت الرابعة ؟

(انظر الاجابة اسفل المقال)

الدماغ عادة مايُحاول استخذام اقصر الطرق من أجل ان يتحذ قرارا معين. لذلك هو عادة ما يلجأ الى عمل مقارانات.

اختبار 4 : ثمن الفشار

التجربة الأولى : تم عرض كمتين مختلفتين من الفشار على الناس في مدخل السينماء، الأول صغير ب 3 دولار و الثاني كمية كبيرة ب 7 دولار. فلوحظ أن أغلبية الناس يختارون الكمية الصغيرة لأنها ارخص.

التجربة الثانية : تم اضافة كمية متوسطة ثالثة، فإلى جانب الكمية الصغيرة التي ب 3 دولار و الكمية الكبيرة التي ب 7 دولار، الكمية المتوسطة ب 6 دولارات ونصف. فلوحظ أن الجميع يشتري الكمية الكبيرة لانها اغلى من الكمية المتوسطة فقط ب 50 سنتيم !

تُسمة هذه الظاهرة بالسيطرة غير المتناسقة Decoy Effect  وهي معروفة جدا عن خبراء الدعاية والتسويق. فعندما نكون امام خيارين مختلفين، يصعب على الدماغ اتخاذ قرار مُعين. لذلك نقوم باضافة خيار (شراك) ثالث يكون اقرب الى أحدهما. وهكذا نساعد (نخدع/ نوجه ) العقل الى أحد الخيارين بشكل متعمد ومسبق !

من خلال مما سبق نستنتج أن خياراتكم لسيت لكم وأنت لستم مسؤولون عنها. بل، يستطيع أي أحد أن يتحكم فيها ويوجهها بالشكل الذي يُريد!

فالدماغ موجه بيولوجيا لمقارنة الاشياء وليس الى تحليها والتدقيق في تفاصيلها وخفاياها. فكيف ستعرفون قيمة شيء مالو لم تقانوه بشيء آخر !؟

واليكم الاختبار الموالي الذي سيبين ذلك بشكل أدق.

الاختبار رقم خمسة :

تم عرض ملابس على متطوعين نساءا ورجالا من أجل مقارنة و اعطاء رأيهم حول هذه الملابس. كان عدد انواع هذه الملابس 5، حيث في كل مرة يعرضون عليهم واحد حتى يتم تدوين ملاحظاتهم ثم يأخذونه منهم ويستبدلون بنوع آخر.
لقد اعطى كل واحد منهم رأيه وتفاوتت آرائهم، فمثلا هناك من فضل اللباس رقم واحد وانتقد باقي الملابس وهكذا.
والغريب في الامر أن جميع الانواع الخمسة لم تكن إلا نفس النوع. إذن لماذا خدعهم دماغهم ؟

قد نسخر من المتطوعين، لكن هل إذا كُنا مكانهم ألن نبذل قصارى جهودنا لنجذ هذه الفوارق … يعني نتوهم هذه الفوارق ؟
فإذا طلبتم من دماغكم الانشغال بالفوارق وايجادها فحتما سينشأها وسيجدها !


هوامش :
- اجابتكم في الاختبار الأول هي : حيوان الكنكر أصفر اللون بالدانمارك … للايف هذا الحيوان لايتواجد في الدانمارك !! :D
كيف عرفنا جوابكم شاهدو الفيلم الوثائقي
- اجابة الاختبار الثالث : إذا كانت اجابتكم هي شهر يوليوز (7) فهذا يعني ان نظام اختياركم آلي. 75% من الناس أجابو هذه الاجابة. الذين لديهم نظام تفكيري سيقولون لا نعرف !
- لتحميل الحلقة كاملة : اضغط هُنا


هل تريد أن تصلك آخر الاصدارات العلمية ومُستجدات فكرتي عبر بريدك الالكتروني ؟
 قم بتسجيل بريدك الالكتروني : اضغط هنا للتسجيل

إرسال تعليق

 
Top